[rtl] [/rtl]
[rtl]خص الله المغرب بمزايا طبيعية كثيرة و أنعم عليه بنعم جمة، فبالإضافة إلى جماله الساحر و موقعه الإستراتيجي المهم، تفرد بشجرة ناذرة لم تختر من البلدان سواه، لتغرس جذورها في عمق أرضه وتشمخ في زهو و اعتزاز. [/rtl]
[rtl] تنتشر شجرة الأركان بجنوب المغرب، وبمنطقة تندوف الجزائرية، إذ عمرت هذه الشجرة منذ ملايين السنين، و لها قدرة عالية في محاربة التصحر، و مقاومة الجفاف، كما تساهم في تماسك التربة، و تسمح بنفوذ المياه على باطن الأرض، و توفير المياه الجوفية.[/rtl]
[rtl]وتنتشر شجرة الأركان الناذرة على مساحة تقدر بآلاف الهكتارات في مدن مغربية عدة مثل: أكادير، الصويرة، تارودانت، تيزنيت، و منطقة شيشاوة.[/rtl]
[rtl]لشجرة الأركان مكانة خاصة لدى المغاربة، خاصة الأمازيغ الذي يسري زيتها ذو المذاق الفريد و النكهة الخاصة في عروقهم و أوردتهم، يشبهونها و تشبههم، فهي صامدة كالصخر مثلهم، إذ تمتد جذورها إلى عمق مائتي متر، وترفض غير المغرب مستقرا لها. و لهذه الشجرة ساق صلب وقوي،و جذوع تتدلى منها أوراق خضراء تتوسطها ثمار تكون تارة صفراء فاقعة، تتوهج كالجمر الملتهب، وتارة بنية اللون أو خضراء و هذا ما يدل على أنها ثمار لينة و ناضجة مهيأة لأن يستخرج منها زيت الأركان.[/rtl]
[rtl]بعد أن تصبح هذه الثمار ناضجة و يجف ماؤها تبدأ عملية الجني، و التي تكون في فصل الصيف و يستمر ذلك ما بين شهر أو شهر و نصف، حيث تخزن في أكياس كبيرة و بعيدة عن الأماكن المشمسة. و يبقى على النساء تولي أمر استخراج النواة و إزالة القشرة الصلبة عنها يدويا، بعدها تعملن على تسخينها فوق حرارة معتدلة في أواني فخارية، و تبدأ بعدها عملية الطحن بالرحى، ثم خلط العجينة الناتجة عن الطحن بالماء و يتم عصرها جيدا، فيُفصل الزيت عن الماء و بالنهاية يفرغ في قنينات معقمة في انتظار بيعه أو تصديره إلى الخارج، أما الفضلات الناتجة عنه من القشور و العجين فتستعمل كعلف مقوي للماشية.[/rtl]
[rtl]و يصنف زيت الأركان إلى نوعين:[/rtl]
[rtl]1- زيت للطهي لونه بني و ذلك راجع إلى تحميص لوز شجرة الأركان قبل أن يتم استخلاص الزيت منها، وهو ذو طعم قوي يشبه طعمي اللوز و البندق، ويعتبر من أكثر الزيوت توازنا كيميائيا لأنه يساعد على ضبط الكولسترول و تنشيط الدورة الدموية، ويستعمل عادة في طهي ألذ و أشهى المأكولات، و هو المكون الأساسي لتحضير" أملو" المعروف في المناطق الأمازيغية.[/rtl]
[rtl] 2- زيت للتجميل لونه أصفر ذهبي بسبب استخلاص الزيت من شجر الأركان دون تحميصه، وهو أغلى ثمنا من الأول، لكثرة الطلب عليه لأنه مرطب فعال لتجميل البشرة، و يدخل ضمن تركيبة المواد التجميلية الراقية.لذا أصبح محط اهتمام الكثير من الدول الأوروبية و الباحثين في مجال التجميل، نظرا لفوائده الصحية و احتوائه على مقادير عالية من فيتامين " e "، و العديد من الأحماض الذهنية الأساسية، وتوفره على خاصية تجميلية وعلاجية، و من أهم فوائده أنه مضاد طبيعي للتجاعيد، يُمتص بسهولة و لا يترك أثرا، فهو مقاوم لشيخوخة الجلد، ومفيد جدا في حالة الخطوط البيضاء و التشققات، كما يقي من الأخاديد التي يحدثها الحمل على جلد البطن وعلاجها.[/rtl]
[rtl]يعيد زيت الأركان النضارة و الحيوية للبشرة، بشكل عام خلال عدة أيام فقط من الاستخدام، فيرمم الحاجز الجلدي ويحفز الوظائف الحيوية للخلايا عبر تنشيط وصول الأكسجين إليها، زيادة على أنه مُغذ للشعر و فروة الرأس و يقضي على القشرة، كما يضفي عليه لمعانا وملمسا حريريا خاصين، و يحميه من التلف.[/rtl]
[rtl]كما يعمل زيت الأركان على التخفيف من أثار حب الشباب، و ندوب الحروق و الجروح، كما أنه آمن تماما للاستخدام على بشرة الأطفال، و يحميها من الجفاف، كما أثبتت بعض الدراسات مقاومته القوية لمرض السرطان القاتل.[/rtl]
حاول عدة خبراء في مجال الزراعة ،إعادة زرع شجرة الأركان في مناطق مختلفة من العالم، غير أنهم لم ينجحوا في ذلك، هذا لأن هذه الشجرة الوفية، لم تقبل بغير المغرب موطنا، فأبت ألا تمنح خيراتها إلا لهذا البلد الجميل فزادته تميزا و تفردا. - المرفقات
ddd.jpg - لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (6 Ko) عدد مرات التنزيل 0
- th (4)d.jpg
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (6 Ko) عدد مرات التنزيل 0