في أحد الأيام .. خرجت صباحا فقد كنت أريد القيام بزيارة لطبيب الأسنان
وعرجت في طريقي على المكتبة لأشتري بعض الأشياء وفي النهاية توقفنا عند مخبز .. أعطيت السائق الورقة التي كتبتها أمي مع المبلغ .. وجلست في السيارة بينما نزل السائق.
كان بالقرب من المخبز ملحمة وعند الباب جلس رجل .. لفتني إليه أنه كبير في السن وليس كبيرا فقط بل كبير جدا
وربما تجاوز السبعين .. والجو كان باردا ولم يكن يلبس سوى ثوبا واحدا خفيفا وكان يسعل بشدة ..
آلمني حاله جدا وكنت أرقب الخارجين من الملحمة .. فهي مزحمة في هذا الوقت من السنة بسبب العيد
ينظرون إليه بلا قلب ... أدهشني أن أبناء بلدي كانوا يدخلون ويخرجون بدون أن يلتفتوا إليه حتى أن أحدهم كان قريبا منه وأبعد يده برجله !
في قرارة نفسي أعتقد أن العمر يتطلب منا احتراما مهما كان ذلك الشخص
كان الموقف مؤلما وكنت أنا في السيارة متناسية تأخر السائق وقد انشغل قلبي بالمبلغ المناسب .. كنت أراجع محفظتي ولم أكن أملك من المال سوى من المبالغ الكبيرة .. انتظرت السائق وفي داخلي تتنازع رغبتان
أن أخبره بأن يفك لي ورقة نقدية لأعطي ذلك الشيخ بعض النقود والخوف من أمي التي تحذرني دوما من خداع المتسولين ..
مر على شيخنا هذا بعض الهنود والدهشة أن هؤلاء كانوا يقفون ويعطونه بعض المال ! وقد أزعجني الموقف حقا .. فكيف بمن هم ليسوا من جلدتنا أن يرأفوا له وأبناء بلدي يمرون عليه مرور الكرام !!
وفي وسط إنزعاجي مر شاب .. كان يحمل في يده كوب قهوة .. توقف عند العجوز ثم عاد أدراجه
في موقفي لم أكن أرى باب المخبز ولم ألحظ الشاب وهو يدخل ..
ولكني رأيته مرة أخرى حين توقف وانحنى للشيخ يكلمه .. قدم إليه كيسا فيه بعض الأكل و حفنة من المال لا أدري كم هي ولكني أكاد أقسم بالله الذي خلقني أني لم أرى سعادة ترتسم على وجه شخص أكثر مما رأيت في عيني ذلك الشيخ ..
دمعت عيني وهزني موقف الشاب جدا وكيف كان يمسك الشيخ بيديه وكأنه يحتضنه ..
كان الشيخ يمسك بالمال غير مصدق وبالكيس الآخر بقوة أيضا وقررت حينها قرارا
أني لن أعرف يوما من هو المتسول ومن هو الذي يمتهن التسول ولكني سأعطي وليكن ثواب ذلك عند رب العالمين
فكم أحب أن أدخل الفرحة على قلوب الآخرين ولن يهمني لو كان شخصا بين عشرات
والمال لله .. هو أعطاني وهو يأخذ مني .. ويكفيني أن أحصل على ثواب مساعدة شخص مسلم !
في هذه اللحظة جاء السائق وأخبرني أن بعض المال قد تبقى لأنه لم يجد صنفا من الخبز كانت أمي قد طلبته
أخبرته بلا تردد أن يقدم باقي المال لذلك الرجل ..
وكأن الشيخ يعرف أن المال مني فقد نظر إلي بامتنان .. وقتها شعرت أني ملكت الدنيا وما
وعرجت في طريقي على المكتبة لأشتري بعض الأشياء وفي النهاية توقفنا عند مخبز .. أعطيت السائق الورقة التي كتبتها أمي مع المبلغ .. وجلست في السيارة بينما نزل السائق.
كان بالقرب من المخبز ملحمة وعند الباب جلس رجل .. لفتني إليه أنه كبير في السن وليس كبيرا فقط بل كبير جدا
وربما تجاوز السبعين .. والجو كان باردا ولم يكن يلبس سوى ثوبا واحدا خفيفا وكان يسعل بشدة ..
آلمني حاله جدا وكنت أرقب الخارجين من الملحمة .. فهي مزحمة في هذا الوقت من السنة بسبب العيد
ينظرون إليه بلا قلب ... أدهشني أن أبناء بلدي كانوا يدخلون ويخرجون بدون أن يلتفتوا إليه حتى أن أحدهم كان قريبا منه وأبعد يده برجله !
في قرارة نفسي أعتقد أن العمر يتطلب منا احتراما مهما كان ذلك الشخص
كان الموقف مؤلما وكنت أنا في السيارة متناسية تأخر السائق وقد انشغل قلبي بالمبلغ المناسب .. كنت أراجع محفظتي ولم أكن أملك من المال سوى من المبالغ الكبيرة .. انتظرت السائق وفي داخلي تتنازع رغبتان
أن أخبره بأن يفك لي ورقة نقدية لأعطي ذلك الشيخ بعض النقود والخوف من أمي التي تحذرني دوما من خداع المتسولين ..
مر على شيخنا هذا بعض الهنود والدهشة أن هؤلاء كانوا يقفون ويعطونه بعض المال ! وقد أزعجني الموقف حقا .. فكيف بمن هم ليسوا من جلدتنا أن يرأفوا له وأبناء بلدي يمرون عليه مرور الكرام !!
وفي وسط إنزعاجي مر شاب .. كان يحمل في يده كوب قهوة .. توقف عند العجوز ثم عاد أدراجه
في موقفي لم أكن أرى باب المخبز ولم ألحظ الشاب وهو يدخل ..
ولكني رأيته مرة أخرى حين توقف وانحنى للشيخ يكلمه .. قدم إليه كيسا فيه بعض الأكل و حفنة من المال لا أدري كم هي ولكني أكاد أقسم بالله الذي خلقني أني لم أرى سعادة ترتسم على وجه شخص أكثر مما رأيت في عيني ذلك الشيخ ..
دمعت عيني وهزني موقف الشاب جدا وكيف كان يمسك الشيخ بيديه وكأنه يحتضنه ..
كان الشيخ يمسك بالمال غير مصدق وبالكيس الآخر بقوة أيضا وقررت حينها قرارا
أني لن أعرف يوما من هو المتسول ومن هو الذي يمتهن التسول ولكني سأعطي وليكن ثواب ذلك عند رب العالمين
فكم أحب أن أدخل الفرحة على قلوب الآخرين ولن يهمني لو كان شخصا بين عشرات
والمال لله .. هو أعطاني وهو يأخذ مني .. ويكفيني أن أحصل على ثواب مساعدة شخص مسلم !
في هذه اللحظة جاء السائق وأخبرني أن بعض المال قد تبقى لأنه لم يجد صنفا من الخبز كانت أمي قد طلبته
أخبرته بلا تردد أن يقدم باقي المال لذلك الرجل ..
وكأن الشيخ يعرف أن المال مني فقد نظر إلي بامتنان .. وقتها شعرت أني ملكت الدنيا وما