من بيليغ ما تحدث به العلماء المسلمون عن الذات الإلهية ما كتبه الشيخ أبو بكر بن الشيخ محمد الملا الحنفي الإحسائي في كتابه: قرة العيون المبصرة, حيث يقول: (( إله عظيم لم يزل إلها. وملك كبير ملكه لا يتناهى, يسمع صريف الأقلام ومجراها, ولا يخفى عليه خافية ممن أخفاها, يقسم الأرزاق فما يترك ذرة ولا ينساها. أحكم الأمور كلها وقضاها وعلى ما سبق به علمه أمضاها. سواء أسخط النفوس أو أرضاها. وكما قدر مبأها قدر منتهاها. أحاط الأجسام بمصالحها ورعاها, وفتح باب الكرم ثم استدعاها, من جاء بالشمس وضحاها.. من رتب الطلع في الحفّ؟ من صف حب الرمان إذا صُفّ؟ من أنشأ ذوات الظلف والخف؟ من الذي تعلقت بفضله الأكفذ؟ فكفَّها بالفرض وكفاها. من أخرج الأصول لا من أصول؟ من بقدرته يبطش ويصول؟ ومن يقول للشيء (كن فيكون) كما يقول, لا يمتنع عن الإرادة ولا يأباها. يقول للأشياء عودي فتعود, وترجع مخضَرَّة بعد يبس العود, ويقضي لأقوام بالشقاء ولأقوام بالسعود. خلق آدم من طينٍ جامد, وحواء من ضلع واحد, وعيسى من أم بلا والد, ذلك القادر على إبادة البائد. من نقل المني إلى علقة؟ من خف الأنف وشق الحدقة؟ من أخرج من يابس الغصن ورقة؟ وقد كان عرياناً فاكتساها. تخلو الأبدان من أرواحها وتفزع, ثم تطلع شمس الحياة عليها وتبزغ فتصعد قلوب الكافرين إلى الحناجر وتبلغ, وتبلغ نفوس المؤمنين مناها, يوم الحشر يوم عظيم. كم فيه من عذابٍ أليم.
الشمائل القدسية
أ. محمد (مدير المنتدى)- إدارة منتدى الرسالة حول العالم
- عدد المساهمات : 420
تاريخ التسجيل : 21/07/2009
العمر : 35
الموقع : واغرق فبحر حنين - البحر يطلع فاضي
- مساهمة رقم 1