النمو العضوي والعقلي في السنة الأولى من مرحلة الرضاعة
يتسم النمو العضوي لدى المولود بالانتظام الذاتي فيزداد وزن أغلب الأولاد وطولهم باضطرادٍ عادي متناسق ولا يخرج لنمو عن معدله المألوف إلا لدى فئة من الأولاد
تتجلى أصالة الانتظام الذاتي في مبكري الولادة من الأطفال الذين لايتخطى متوسط وزنهم2.750كغ إذا سرعان مايتساوى وزن هؤلاء مع نظرائهم من عاديي الولادة خلال السنة الأولى من الحياة؛أما مبكروا الولادة الذين يقل وزنهم عن2.250كغ فيعانون من نقص يشمل الوزن والطول والذكاء
وينمو الدماغ بصورة أسرع من أي عضو آخر عند الحيوانات وكذلك الأمر عند الإنسان وصغار الأطفال ؛إن لكل واحد من مجالات النموفيما يبدو وجهة خاصة فيتعلم الصغار إقامة التنسيق لحركة أذرعهم وسيقانهم الأقرب إلى الجذع قبل تعلمهم إقامة التنسيق الحركي بين أصابع اليدين أوالرجلين ويستطيع الأطفال النهوض وإدارة الرأس قبل أن يتمكنوا من مقابلة سبابتهم بإبهامهم .
أما الجهاز العصبي للصغارفيختلف عن نظيره لدى الأطفال والراشدين ففي الحين الذي يماثل فيه دماغ الرضيع نظيره للراشدين في كل من بنيته وعصبوناته فإن عصبونات الأول تخلو من الغمد الشحمي ولا يكتمل تغليف العصبونات إلا في الشهر الرابع وقد يستمر إلى بداية الطفولة المبكرة والمعروف أن لتغليف العصبونات فائدته في إقامة أقنية اتصال بين العضلات والدماغ بالإضافة إلى ذلك يتميز نمو الرضيع في السنة الأولى بسرعته إذ يزن الوليد الجديد قرابة ثلاثة كيلو غرامات ويبلغ طوله حوالي خمسين سنتيمتراً؛وفي نهاية الشهر الثاني عشر يزداد وزن الطفل بمقدار ثلاثة أضعاف وزنه عند الولادة كما يزداد بمقدار ثلث طوله عند الولادة وتتباطأ نسبة النمو تدريجياً بعد نهاية السنة الثانية ربع وزن الراشد ونصف طوله تقريباً .
يتسارع النمو العضلي خلال الأشهر الأولى من الحياة كثيرا ويطول استيقاظ رضع الشهر الثاني ويطلق ابن الشهر الثاني أولى ابتساماته الاجتماعية
ويستطيع ابن الشهر الرابع إدارة رأسه والوصول إلى الأشياء إلا أنه يعجز عن الزحف والمشي ويزداداهتمامه بأصابع يديه ورجليه فيبدأ يلعب بها ويتمكن من الالتفات ؛وفي الشهر الخامس يستطيع الجلوس ويبدأ حركة الزحف والإمساك والقبض والهز .
في الشهر السابع تسمح عضلات البطن والظهر التي تقوى خلال هذا الشهر للوليد بالجلوس دون عون أو حتى الزحف . وما أن يبلغ الوليد شهره الثامن حتى يكون قد امتلك رصيداً ضخماً من الحركة الدقيقة فيتمكن من شبك أبهامه على سبابته والتقاط الأشياء الصغيرة فعلى الأهل أن ينتبهوا في هذه السن إلى إبعاد الأشياء الصغيرة عن الطفل كيلا يبتلعها ؛
ويحاول ابن الشهر التاسع شحذ قدرته على الانتقال أما في الشهر العاشر يستطيع الأطفال أن يزحفوا ويحبوا وأن ينتصبوا وأن يشربوا من الكأس وأن يبتلعوا الطعام الصلب وأن غالبيتهم ترغب في أن تأكل بنفسها .
وفي نهاية السنة الأولى يكون الوليد قد حقق شوطاً كبيرا من التقدم نحو الحركة الاستقلالية فهو يتحرك بإرادته ويقبض الأشياء ويمسكها ويعضها ويبتلعها ويطلق أنواعاًً مختلفة من الأصوات تقارب أصوات لغة المجتمع.
وفي الختام أود أن أوصيكم بالأطفال فهم أمانة في أعناقنا جميعاً
لا تنسونا من الدعاء[/size]